سورة الكهف هي السورة الثامنة عشرة في القرآن الكريم، وعدد آياتها 110 آية. تُعد من السور المكية، أي نزلت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تتميز هذه السورة بأسلوبها القصصي الذي يحمل دروسًا وعبرًا تربوية وروحية تهدف إلى تقوية إيمان المسلمين وتثبيتهم في مواجهة الفتن والتحديات.
### * سورة الكهف**:
تتناول السورة أربع قصص رئيسية تحمل معانٍ عميقة، مع مواضيع تركز على الإيمان، الصبر، التوكل على الله، وحقيقة الدنيا وزوالها. القصص هي:
1. **قصة أصحاب الكهف (الآيات 9-26)**:
- تروي قصة مجموعة من الشباب المؤمنين الذين فروا بدينهم من قوم كافرين يضطهدونهم. لجأوا إلى كهف وناموا فيه لسنوات طويلة (قيل 309 سنوات) بحفظ من الله. تُظهر هذه القصة قدرة الله على حماية عباده والحفاظ على إيمانهم في ظل الفتن.
2. **قصة صاحب الجنتين (الآيات 32-44)**:
- تتحدث عن رجل أنعم الله عليه بجنتين (بستانين) وثروة كبيرة، لكنه غرّته الدنيا وتكبر على الله، فأهلك الله جنتيه. تعلّم هذه القصة أن الدنيا فانية، وأن الإيمان والشكر لله هما الأساس.
3. **قصة موسى والخضر (الآيات 60-82)**:
- تروي رحلة النبي موسى عليه السلام مع العبد الصالح (الخضر) الذي علّمه دروسًا في الصبر وقبول قضاء الله. الخضر قام بأفعال بدت غريبة (مثل خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار)، لكنها كانت تحمل حكمة إلهية. تُبرز القصة أهمية التواضع والثقة في حكمة الله.
4. **قصة ذي القرنين (الآيات 83-98)**:
- تتحدث عن ذي القرنين، ملك عادل ومؤمن، سافر في الأرض لنشر العدل وبناء الحضارة. بنى سدًا ليحمي شعبًا من غزو يأجوج ومأجوج. تُظهر القصة أهمية القوة المسؤولة والعدل في الحكم.
### **مواضيع السورة**:
- **الحذر من الفتن**: السورة تحذر من أربع فتن رئيسية: فتنة الدين (قصة أصحاب الكهف)، فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة العلم (موسى والخضر)، وفتنة السلطة (ذي القرنين).
- **حقيقة الدنيا**: تؤكد السورة على زوال الدنيا وعدم الاغترار بها، وأن الآخرة هي دار البقاء.
- **الإيمان والتوكل**: تشجع على الثبات على الإيمان، الصبر على البلاء، والتوكل على الله.
### **فضل سورة الكهف**:
- ورد في الأحاديث النبوية أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تكون نورًا للقارئ بين الجمعتين، وتحميه من فتنة الدجال.
- تُعين المسلم على مواجهة الفتن والتحديات الدنيوية من خلال الدروس المستخلصة من قصصها.
### **لماذا سُميت سورة الكهف؟**
سُميت السورة بـ"الكهف" نسبة إلى قصة أصحاب الكهف التي تُعد من أبرز قصصها،
